
لماذا نكرر نفس الأهداف كل سنة ... ولا نحققها
لماذا نكرر نفس الأهداف كل سنة .. ولا نحققها؟
كثير من الناس يبدأون عاماً جديداً بدتر نظيف، وقلم جديد، وقائمة طويلة من الأهداف
تُكتب العبارات بحماس، تُرسم الخطط، وتُعلَّق الأمال على نسخة "أفضل" من أنفسنا
لكن بعد أشهر قليلة ...؟
نكتشف أننا في نفس النقطة تقريبا
بعض الأهداف تمَّ نسيانها، وبعضها تحوِّل إلى شعور بالذنب، وبعضها يبدو بعيداً لدرجة أننا نتوقف حتى عن التفكير فيه
لماذا يحدث هذا؟
ولماذا نُعيد نفس السناريو عاماً بعد عام؟

العذر ليس في "إرادتك"، نعم
أسهل تفسير نلجأ له هو: "أنا ما عندي إرادة ... أنا شخص ما يكمّل... أنا كسول" صحيح؟
لكن ما أراه في عملي مع الناس أن الحقيقة غالباً مختلفة تماماً
في العمق، أغلبنا لا يعاني من نقس الإرادة، بعدر ما يعاني من:ه
جروح قديمة لم تُشّفَ بعد
رسائل تلقيناها في الطفولة عن قيمتنا وحدودنا
خوف من أن نُرفض أو نفشل أو نُقارن بالآخرين
هذه الطبقات العميقة كثيراً ما تختبئ خلف ما نسميه "تسويق"، أو "كسل"، أو "عدم إلتزام"ه

أهداف ليست لنا من الأساس
هناك نوع من الأهداف يبدو رائعًا على الورق… لكنه لا يشبهنا من الداخل
أهداف نرثها من العائلة، أو من المجتمع، أو من صورة مثالية رأيناها على وسائل التواصلنبدأ بالسير نحوها، لكن كل خطوة تُشعرنا بثِقل داخلي، وبنوع من المقاومة لا نفهمه
السبب ببساطة أن الجسد والعقل والقلب يعرفون أن هذا الطريق ليس طريقناحتى لو كان “محترمًا” في نظر الآخرينعندما يكون الهدف غير منسجم مع حقيقتك
ستجد نفسك تتعثّر مرة بعد مرة، لأن جزءًا عميقًا داخلك لا يريد الوصول إلى هناك

البداية من الخارج… بدل الداخل
معظم مناهج تحديد الأهداف تبدأ من الخارج:ه
ماذا تريد أن تمتلك؟
أين تريد أن تعمل؟
كم تريد أن تربح؟
أسئلة مهمة… لكنها ليست البداية الصحيحة دائمًا
البداية الحقيقية تحتاج أسئلة مختلفة:ه
من أنا فعلًا الآن؟
ما هي الجروح القديمة التي ما زالت تحرّكني؟
ما القيم التي أرفض التضحية بها في حياتي؟
ما شكل اليوم الذي يجعلني أشعر أنني عشت بصدق؟
عندما نبدأ من الداخل
تصبح الأهداف ترجمة طبيعية لحقيقتنا
لا محاولة يائسة للهروب من شعور بالنقص أو الفراغ

طبقات الهدف الثلاث
خلف كل هدف تكتبه، هناك عادة ثلاث طبقات:ه
الاحتياج العميقمثال: أريد أن أشعر بالأمان، بالقيمة، بالحب، بالانتماء
الجرح أو القصة القديمةمثال: تجربة رفض قديمة، مقارنة مؤلمة، رسالة سمعتها: “أنت لا تكمل”، “أنت لا تستحق"ه
عندما نعمل فقط على الطبقة الأولىنبقى محاصرين في دائرة إعادة كتابة نفس الهدف كل سنة، دون تغيّر حقيقي
أما حين نسمح لأنفسنا بالنظر للطبقة الثالثة
ونبدأ بفهم قصتنا مع الفشل، مع الرفض، مع الخوف… وهنا فقط
تبدأ الأهداف في التحرّك بطاقة جديدة

من جلد الذات… إلى فضول صادق
التحوّل الحقيقي يبدأ عندما نستبدل هذه الأسئلة:ه
"ما خطبي؟ لماذا لا ألتزم؟"بهذه الأسئلة:ه"من ماذا أحمي نفسي عندما أُسَوِّف؟"
"متى كانت أول مرة شعرت فيها أن حلمي غير مرحّب به؟"
"هل هذا الهدف حقًا لي، أم أحاول أن أثبت شيئًا لشخص ما؟"
مجرد تغيير طريقة الأسئلة يفتح أمامك بابًا جديدًا تمامًا للتعامل مع أهدافك

إذا كنت تشعر أن الوقت يمر، وأنك تعبت من إعادة نفس الأهداف دون وضوح:فقد صمّمت ورشة عملية بعنوان"اصنع هدفك… وعِشه"ه،نعمل فيها معًا على اكتشاف هدفك الحقيقي، فهم جذور تعثّرك، وتحويل هذا الفهم إلى خطوات واقعية تعيشها في يومك
يمكنك التعرّف على تفاصيل الورشة من خلال صفحة التسجيل على موقعي، اضغط هنا

:كلمة من القلب
لقد التقيت بأشخاص قالوا لي: "أنا فاهم كل حاجة… بس مش قادر أحقق ما أريد"
وكان ردي دائمًا: الفهم هو الباب… لكن التحرر هو أن تدخل
جنّب نفسك ومن تحب أن تهدر الوقت وأن تدور في دائرة لا تخرج منها
انتبه لقلبك… ففيه تردد الحقيقة، لا مجرد شرحها.
