“إنسان تائه بين الدفاتر والأهداف المتكررة”.

لماذا نكرر نفس الأهداف كل سنة ... ولا نحققها

November 20, 20253 min read

لماذا نكرر نفس الأهداف كل سنة .. ولا نحققها؟

كثير من الناس يبدأون عاماً جديداً بدتر نظيف، وقلم جديد، وقائمة طويلة من الأهداف

تُكتب العبارات بحماس، تُرسم الخطط، وتُعلَّق الأمال على نسخة "أفضل" من أنفسنا

لكن بعد أشهر قليلة ...؟

نكتشف أننا في نفس النقطة تقريبا

بعض الأهداف تمَّ نسيانها، وبعضها تحوِّل إلى شعور بالذنب، وبعضها يبدو بعيداً لدرجة أننا نتوقف حتى عن التفكير فيه

لماذا يحدث هذا؟

ولماذا نُعيد نفس السناريو عاماً بعد عام؟

شخص شاب يجلس عند طاولة خشبية محاطة بعدة دفاتر وأجندات مفتوحة، ينظر للأعلى بتعب وتأمل وكأن الأهداف كثيرة وغير واضحة.

العذر ليس في "إرادتك"، نعم

أسهل تفسير نلجأ له هو: "أنا ما عندي إرادة ... أنا شخص ما يكمّل... أنا كسول" صحيح؟

لكن ما أراه في عملي مع الناس أن الحقيقة غالباً مختلفة تماماً

في العمق، أغلبنا لا يعاني من نقس الإرادة، بعدر ما يعاني من:ه

  • جروح قديمة لم تُشّفَ بعد

  • رسائل تلقيناها في الطفولة عن قيمتنا وحدودنا

خوف من أن نُرفض أو نفشل أو نُقارن بالآخرين

هذه الطبقات العميقة كثيراً ما تختبئ خلف ما نسميه "تسويق"، أو "كسل"، أو "عدم إلتزام"ه

شخص جالس على أريكة يميل للأمام ويضع يديه برفق على وجهه بتعب هادئ، في غرفة دافئة بإضاءة ناعمة.

أهداف ليست لنا من الأساس

هناك نوع من الأهداف يبدو رائعًا على الورق… لكنه لا يشبهنا من الداخل

أهداف نرثها من العائلة، أو من المجتمع، أو من صورة مثالية رأيناها على وسائل التواصلنبدأ بالسير نحوها، لكن كل خطوة تُشعرنا بثِقل داخلي، وبنوع من المقاومة لا نفهمه

السبب ببساطة أن الجسد والعقل والقلب يعرفون أن هذا الطريق ليس طريقناحتى لو كان “محترمًا” في نظر الآخرينعندما يكون الهدف غير منسجم مع حقيقتك
ستجد نفسك تتعثّر مرة بعد مرة، لأن جزءًا عميقًا داخلك لا يريد الوصول إلى هناك

شاب أو شابة يقف في ممر أو شارع حديث، الناس حوله يتحركون بسرعة بشكل ضبابي بينما هو واقف ثابت ينظر للجانب بتساؤل.

البداية من الخارج… بدل الداخل

معظم مناهج تحديد الأهداف تبدأ من الخارج:ه

  • ماذا تريد أن تمتلك؟

  • أين تريد أن تعمل؟

  • كم تريد أن تربح؟

أسئلة مهمة… لكنها ليست البداية الصحيحة دائمًا

البداية الحقيقية تحتاج أسئلة مختلفة:ه

  • من أنا فعلًا الآن؟

  • ما هي الجروح القديمة التي ما زالت تحرّكني؟

  • ما القيم التي أرفض التضحية بها في حياتي؟

  • ما شكل اليوم الذي يجعلني أشعر أنني عشت بصدق؟

عندما نبدأ من الداخل
تصبح الأهداف ترجمة طبيعية لحقيقتنا
لا محاولة يائسة للهروب من شعور بالنقص أو الفراغ

شخص يجلس قرب نافذة مع لابتوب مغلق ودفتر إلى جانبه، عيونه مغمضة ويده على صدره في وضع تأمل هادئ.

طبقات الهدف الثلاث

خلف كل هدف تكتبه، هناك عادة ثلاث طبقات:ه

  1. الهدف الظاهريمثال: أريد وظيفة معينة، دخل معين، علاقة معينة

  2. الاحتياج العميقمثال: أريد أن أشعر بالأمان، بالقيمة، بالحب، بالانتماء

  3. الجرح أو القصة القديمةمثال: تجربة رفض قديمة، مقارنة مؤلمة، رسالة سمعتها: “أنت لا تكمل”، “أنت لا تستحق"ه

عندما نعمل فقط على الطبقة الأولىنبقى محاصرين في دائرة إعادة كتابة نفس الهدف كل سنة، دون تغيّر حقيقي

أما حين نسمح لأنفسنا بالنظر للطبقة الثالثة
ونبدأ بفهم قصتنا مع الفشل، مع الرفض، مع الخوف… وهنا فقط
تبدأ الأهداف في التحرّك بطاقة جديدة

لقطة قريبة لمكتب خشبي عليه ثلاث أوراق أو ملاحظات شفافة متداخلة بألوان هادئة مختلفة مع قلم بجانبها.

من جلد الذات… إلى فضول صادق

التحوّل الحقيقي يبدأ عندما نستبدل هذه الأسئلة:ه

"ما خطبي؟ لماذا لا ألتزم؟"بهذه الأسئلة:ه"من ماذا أحمي نفسي عندما أُسَوِّف؟"

"متى كانت أول مرة شعرت فيها أن حلمي غير مرحّب به؟"

"هل هذا الهدف حقًا لي، أم أحاول أن أثبت شيئًا لشخص ما؟"

مجرد تغيير طريقة الأسئلة يفتح أمامك بابًا جديدًا تمامًا للتعامل مع أهدافك

شخص يقف أمام مرآة في ممر أو حمام بسيط، يمسك إطار المرآة بلطف وينظر لانعكاسه بنظرة فضول وهدوء بدل القسوة.

إذا كنت تشعر أن الوقت يمر، وأنك تعبت من إعادة نفس الأهداف دون وضوح:فقد صمّمت ورشة عملية بعنوان"اصنع هدفك… وعِشه"ه،نعمل فيها معًا على اكتشاف هدفك الحقيقي، فهم جذور تعثّرك، وتحويل هذا الفهم إلى خطوات واقعية تعيشها في يومك

يمكنك التعرّف على تفاصيل الورشة من خلال صفحة التسجيل على موقعي، اضغط هنا

شخص يمشي وحده على طريق واضح باتجاه أفق مضيء عند شروق الشمس، بألوان دافئة هادئة.

:كلمة من القلب

لقد التقيت بأشخاص قالوا لي: "أنا فاهم كل حاجة… بس مش قادر أحقق ما أريد"
وكان ردي دائمًا: الفهم هو الباب… لكن التحرر هو أن تدخل
جنّب نفسك ومن تحب أن تهدر الوقت وأن تدور في دائرة لا تخرج منها
انتبه لقلبك… ففيه تردد الحقيقة، لا مجرد شرحها.

[🟢 إبدأ هنا ]

مهنَّد مروان مزيِّك، مؤسس أكاديمية نحات الحياة، مدرّب ومرشد في مجالات التشافي الذاتي، ورفع الوعي، وفهم طاقة الإنسان، ساعد آلاف الأشخاص في رحلتهم نحو التحرر والتطور الشخصي. يكتب مهند من واقع تجاربه العميقة مع عملائه حول العالم، ويشارك أدوات عملية لفهم الصدمات، اكتشاف البصمة الروحية، وتفعيل مسار الحياة بوعي وعمق.

مهنَّد مروان مزيِّك

مهنَّد مروان مزيِّك، مؤسس أكاديمية نحات الحياة، مدرّب ومرشد في مجالات التشافي الذاتي، ورفع الوعي، وفهم طاقة الإنسان، ساعد آلاف الأشخاص في رحلتهم نحو التحرر والتطور الشخصي. يكتب مهند من واقع تجاربه العميقة مع عملائه حول العالم، ويشارك أدوات عملية لفهم الصدمات، اكتشاف البصمة الروحية، وتفعيل مسار الحياة بوعي وعمق.

Instagram logo icon
Youtube logo icon
LinkedIn logo icon
Back to Blog